أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أمام منتدى لرجال الأعمال في بكين الأحد، أن بلاده “ستلتزم بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية” في مواجهة “التشرذم”، في إشارة ضمنية إلى الاضطرابات التجارية التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويعقد منتدى التنمية الصيني السنوي في ظل تجدد الحرب التجارية مع واشنطن، حيث تشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض تهديداً للصادرات الصينية.
وحسب المسؤول الصيني، تسعى بلاده الآن إلى تأكيد دورها مدافعاً قوياً عن النظام الاقتصادي متعدد الأطراف، فيما يفتح ترامب مواجهات مع شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مثل الصين، وكندا، والمكسيك، بعد زيادة التعرفات الجمركية على صادراتها.
وقال لي تشيانغ للمسؤولين الصينيين ورجال الأعمال الدوليين: “ستقف الصين بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ، جانب الإنصاف والعدالة، وستتصرف بطريقة محقة في ظل اضطرابات الزمن”.وجاءت كلمة لي في افتتاح المنتدى الصيني الذي حضره هذا العام كبار قادة الأعمال، مثل الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك. وأعربت بكين في الأسابيع الأخيرة عن موقف منفتح على محادثات تجارية مع ترامب. والتقى الوزير الصيني بالسيناتور الأميركي ستيف داينز بعد ظهر الأحد، خلال زيارة لبكين اعتبرت محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين. وانضم إلى النائب الجمهوري عن مونتانا في المحادثات في قاعة الشعب الكبرى في بكين، رؤساء تنفيذيون لشركات كبرى منها فيديكس، وفايزر، وكوالكوم.
وتضمن لقاء داينز مع القادة الصينيين أيضا اجتماعا السبت مع نائب رئيس الوزراء الصيني المكلف بالشؤون الاقتصادية هي ليفينغ. وركزت محادثات الأحد على العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل، والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة، حيث تتسبب في قتل الآلاف.
ويقول ترامب إنه قرر فرض رسوم جمركية جديدة على الصين لأن بكين فشلت في وقف شحنات المواد الكيميائية التي تشكّل جزءاً رئيسياً من أزمة المخدرات المدمرة.
لكنّ بكين تصر على أنها تتّخذ إجراءات صارمة ضد الإنتاج والتجارة غير المشروعين للمخدرات، ووصفت هذه القضية بقضية تخص واشنطن وعليها حلّها بنفسها.
وخلال اجتماعه مع داينز، قال هي إن الصين “تعارض بشدة تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستغلالها”.
وأضاف هي أن الصين مستعدة “للدخول في حوار صريح” مع الولايات المتحدة لحل القضايا الخلافية، مشيراً إلى أن البلدين لديهما “العديد من المصالح المشتركة ومساحة واسعة للتعاون”.
وتصل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) إلى زيادة شاملة بـ 20 % على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. وبلغت صادرات البلاد مستويات قياسيةفي العام الماضي، لكنّ المراقبين يؤكدون أن الاضطرابات في النظام التجاري العالمي قد تجبر بكين على طرق أخرى لتعزيز نشاطها الاقتصادي.
المصدر : إضغط هنا
[ إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي ]
