لفت محمد العريان، رئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر التعريفات الجمركية “أجمل” كلمة في قاموسه، ويستخدمها لتحقيق أهداف متعددة. غير أن خبراء الاقتصاد حذروا من مخاطر اعتماد أداة واحدة لتحقيق نتائج مختلفة، ما قد يوقع الولايات المتحدة في فخ اقتصادي معقد.
استراتيجية متعددة الجوانب
في الأيام الأخيرة، بدا أن الإدارة الأمريكية تعتمد نهجاً جمركياً يحقق مكاسب سريعة، لكنه قد يسبب أضراراً طويلة الأمد، تبعاً لمدى تكرار استخدام الرسوم وكيفية استجابة الأسواق والدول الأخرى لها.
وكتب العريان في “بلومبرغ” أن القاعدة الاقتصادية التي وضعها يان تينبرغن، الحائز على جائزة نوبل، تؤكد ضرورة تخصيص أداة سياسية لكل هدف على حدة، محذراً من أن محاولة تحقيق أهداف متعددة بأداة واحدة قد يؤدي إلى نتائج جزئية أو فشل تام.
Trump’s tariff policies may have unintended risks ranging from stagflation to the erosion of US influence on the global stage, @elerianm says https://t.co/l8wOKjMD2C
— Bloomberg Opinion (@opinion) February 11, 2025
تضارب الأهداف
استناداً إلى هذه الحكمة الاقتصادية، رفض العديد من الخبراء في أكتوبر الماضي فكرة أن إدارة ترامب قد تستخدم التعريفات الجمركية في آنٍ واحد لتوليد الإيرادات، وحماية الصناعات المحلية، وممارسة ضغوط سياسية. فحماية الشركات المحلية تعني خفض الواردات، ما يقلل العائدات الجمركية، كما أن استخدام الرسوم لتحقيق أهداف سياسية قد يتعارض مع استقرار الأسواق والحد من التضخم.
ثلاثة محاور رئيسية
تشير التطورات الأخيرة إلى أن استراتيجية التعريفات الأمريكية تتشكل حول ثلاثة محاور رئيسية:
- فرض رسوم جمركية على دول عدة لزيادة الإيرادات وتحقيق معاملة تجارية متكافئة.
- فرض تعريفات محددة لحماية قطاعات معينة مثل الصلب والألمنيوم.
- التلويح بفرض رسوم مشددة على دول بعينها لتحقيق أهداف سياسية.
المكاسب والمخاطر
يمنح حجم الاقتصاد الأمريكي وقوته دورياً الإدارة الأمريكية اليد العليا في المفاوضات التجارية، ما يسهل تحقيق انتصارات سريعة، كما حدث مؤخراً مع كولومبيا.
غير أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، إذ يمكن أن تتسبب التعريفات في رفع الأسعار وإبطاء النمو، خاصة مع ضعف القدرة الشرائية للفئات محدودة الدخل وتأثر الشركات بالتضخم المتسارع بعد الجائحة.
وعلى المدى البعيد، قد تؤدي هذه السياسات إلى إضعاف مكانة الولايات المتحدة كشريك تجاري موثوق، مما يقلل من التبادلات الثنائية ويقوض دورها في النظام الاقتصادي العالمي.
بين التعاون والمواجهة
من منظور نظريات اللعبة الاقتصادية، فإن التجارة تعتمد على التعاون لتحقيق مكاسب مشتركة. ورغم أن الولايات المتحدة تستفيد حالياً من نهجها الأحادي، فإن استمرار التعامل مع التجارة كمنافسة صفرية قد يؤدي في النهاية إلى خسائر للجميع، بما في ذلك الاقتصاد الأمريكي.
المصدر : إضغط هنا
[ إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي ]