أنت في مكالمة زووم، والشخص الآخر يمرر أصابعه بين شعره، فتلاحظ أنك تفعل الشيء نفسه. أو، زميلتك تشد قلادتها، فتجدين نفسك تفعلين الشيء نفسه. فإذا سبق أن وجدت نفسك تقلد شخصًا آخر دون وعي، فذلك بسبب ما يُسمى “نشاط الانعكاس” في الدماغ البشري.
وعن ذلك يقول جيم كوان، أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا: “إحدى الطرق التي نتعرف بها على بعضنا البعض بشكل أفضل هي أننا نبدأ، غالباً بشكل خفي، بالتصرف مثل بعضنا البعض”.
وقد تم اكتشاف “الخلايا العصبية الانعكاسية” لدى القرود عام 1992.
وعلى الرغم من أن الباحثين لم يعثروا على خلايا عصبية مماثلة لدى البشر، إلا أن نشاط انعكاس مماثل يحدث في القشرة الحركية للدماغ، وهو أمر مهم.
تقليد الطفولة
ووفق “مديكال إكسبريس”، يبدأ هذا السلوك في وقت مبكر من الحياة، حيث اكتشف أستاذ علم النفس بجامعة واشنطن، أندرو ميلتزوف، عام 1977 أن الأطفال الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم 42 دقيقة يمكنهم تقليد تعابير الوجه.
وأوضح كوان: “يبدو أن السعي للتصرف مثل من حولنا جزء من فطرتنا الجينية. وبذلك، ندمج أنفسنا في مجتمع من المتعاونين.
تقليد الكلام
ويتجاوز سلوك الانعكاس مجرد الإيماءات ليصل إلى الكلام.
وقال كوان: “لا أعرف إن كنت قد مررت بهذه التجربة من قبل، ولكن… عندما أسافر إلى إنجلترا، أبدأ أحيانًا بتجربة التحدث بلكنة إنجليزية. إنه أمر محرج للغاية لأنه يبدو وكأنني أتساءل: ‘هل أنا متأثر؟'”
لا. إنها مجرد محاولة بشرية للتأقلم.
وتشير الأبحاث إلى أن “الأشخاص الذين ينخرطون في هذا النوع من السلوك المُقلّد يستمتعون بوجود بعضهم البعض أكثر. ويتواصلون بسلاسة أكبر. ويسهل التواجد معهم”، كما قال كوان.
[ إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي ]