منذ عقود، يحاول العلماء التعرف على العلامات المبكرة لضعف الذاكرة، في محاولة لفحص أو حتى إبطاء بداية التدهور المعرفي. ويعتقد بعض الأطباء أن التغيرات الكبرى في الشخصية، مثل زيادة العصاب، يمكن أن تكون بمثابة إنذار مبكر لمرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف.
أحداث التوتر مثل الخسارة والمشاكل المالية والصحية مسؤولة عن 25-35% من تغيرات العصابية
لكن، بحسب “مديكال إكسبريس”، أحد علماء الاجتماع يقول لهؤلاء الأطباء: ليس بهذه السرعة.
وفي دراسة حديثة للدكتور كاتسويا أوي أستاذ علم الاجتماع في جامعة نورثرن أريزونا، وجد أن التغيرات الكبرى في الشخصية تحدث لمجموعة كاملة من الأسباب، ولا تتنبأ بالضرورة بضعف الذاكرة.
وقال أوي: “بدأ الأطباء في النظر في كيفية تزامن التغيرات في الشخصية مع ضعف الذاكرة، وأنا أفهم السبب، إنها طريقة رخيصة وسريعة للبحث عن علامات مرض الزهايمر”.
وأضاف: “النتائج مثيرة، لكنها مضللة دون الاهتمام الكافي بجميع العوامل الأخرى التي يمكن أن تسهل تغييرات الشخصية، مثل: الخسارة، وضغوط العمل، وضغوط الأسرة، وتغيرات الجسم وغيرها من الأشياء التي يمر بها الملايين منا مع تقدمنا في السن”.
وفي الدراسة، استخدم أوي وزميلته كليوثيا فريزر من جامعة ولاية بنسلفانيا، بيانات تم جمعها من أكثر من 12000 أمريكي، أعمارهم 50 عاماً فأكثر، كجزء من دراسة الصحة والتقاعد التي أجريت من عام 2006 إلى عام 2020.
عوامل الشخصية الخمسة
وحلل الباحثان كيفية حدوث التغييرات فيما يسمى بعوامل الشخصية “الخمسة الكبرى”: العصابية، والانفتاح، والانفتاح، والود، والضمير. جنباً إلى جنب مع تغييرات الحياة المجهدة وضعف الذاكرة.
وكانت نتائجهم مفاجئة ودقيقة.
التغيرات مع السن
في المتوسط، أظهر كبار السن – سواء كانوا يعانون من ضعف الذاكرة أم لا – انخفاضات صغيرة ولكنها مهمة في جميع سمات الشخصية الـ 5 بمرور الوقت.
ويتوافق هذا النمط مع الأبحاث الحالية التي تشير إلى أن شخصيات الناس تميل إلى أن تصبح أقل وضوحاً مع تقدم العمر، وأن الناس يميلون إلى أن يصبحوا أكثر انسحاباً اجتماعياً وعاطفياً مع تقدمهم في السن.
ومع ذلك، قال أوي، أظهر بعض الأفراد تغييرات أكبر في الشخصية. وشهد البعض انخفاضاً في قدرتهم على تنظيم العواطف، ما يشير إلى زيادة العصابية.
ووجد آخرون صعوبة أكبر في التخطيط والتصرف نحو الأهداف طويلة الأجل، ما يشير إلى انخفاض في الوعي.
ضغوط الحياة
ولدهشة الباحثين، وجدوا أن هذه التغييرات، المعروفة بأنها تعكس ضعفاً في القشرة الجبهية والجهاز الحوفي، لم تكن مدفوعة في المقام الأول بضعف الذاكرة. بل كانت مرتبطة بقوة بضغوط الحياة.
وكانت الأحداث المرتبطة بالتوتر مثل الخسارة أو الصعوبات المالية أو الصراعات الصحية مسؤولة عن 25-35% من التغيرات في العصابية على مدى فترة 8 سنوات.
وتخالف النتائج التي توصل إليها أوي وفريزر الفرضية التي تربط تغيرات الشخصية بمرض الزهايمر.
وقال أوي: “نحن لا ندحض العلاقة بين زيادة العصابية والمراحل المبكرة من الخرف أو الزهايمر”.
وتابع: “نحن أول من أشار إلى أن ليس كل كبار السن الذين يعانون من زيادة العصابية هم في المراحل المبكرة من التدهور المعرفي. هناك الكثير من الأشياء التي تحدث في الحياة والتي تؤثر على أدمغتنا وشخصياتنا في نفس الوقت”.
[ إدارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي ]